صحفيون أفارقة مختصون في تغطية الدين يجتمعون في غانا

كتابة يوم

التصنيفات أخبار وإعلانات, مقالاتالوسوم , , ,

تحت رعاية الرابطة الدولية لصحفيي الدين IARJ

صحفيون أفارقة مختصون في تغطية الدين يجتمعون في غانا

جانب من إلقاء محاضرات أثناء اللقاء الافريقي
جانب من إلقاء محاضرات أثناء اللقاء الافريقي

ضرورة الحياد والموضوعية أثناء الكتابة عن المواضيع الدينية، تشجيع الصحفيين المتخصصين في تغطية الدين في إفريقيا على التدريب المستمر، تشجيع مسيري ومالكي وسائل الاعلام في القارة السمراء على تخصيص مساحات لتناول القضايا المتعلقة بالدين، هذه بعض التوصيات التي خرج بها المشاركون في لقاء “اكرا”، العاصمة الغانية، نهاية الشهر الماضي، في لقاء تم تنظيمه من طرف الرابطة الدولية لصحفيي الدين (IARJ)، بالتعاون مع معهد الدراسات الإفريقية في “جامعة غانا”.

في هذا اللقاء الصحفي العلمي بين الصحفيين الأفارقة المُنشغلين بتغطية الأمور المتعلقة بالدين من جهة، وأكاديميين أفارقة أيضا ومتخصصين في دراسة الأديان في القارة السمراء من جهة أخرى، والذي تم تنظيمه نهاية شهر جويلية الماضي في العاصمة الغانية آكرا، تم تناول العديد من المسائل والمواضيع الحساسة ذات الصلة بواقع التغطية الصحفية لأمور الدين في أكثر القارات تنوعا من الناحية الدينية.

واقع تغطية الدين في إفريقيا الشمالية أو ما يُسمى بالمغرب العربي (الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا وموريتانيا) كان أحد المواضيع التي طُرحت أثناء اللقاء الذي دام يومين كاملين.

حسب المُتدخل في هذا الموضوع، فإن الصحافة المغاربية بجميع أنواعها (المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية) تُركز في غالبيتها على تغطية الدين الاسلامي الأكثر انتشارا في هذه المنطقة. أما الأديان الأخرى، مثل المسيحية واليهودية، فإنها لا تحظى بأي تغطية ما عدا قضايا ذات علاقة بقضايا التنصير أو ترميم الكنائس أو ما تعلق بقُداسات رأس السنة الميلادية أو عيد الفصح. حسب نفس المتدخل، فإن السبب وراء ذلك هو غياب أتباع الديانات الأخرى عن المجال العام في المجتمعات المغاربية، عكس ما هو الحال عليه في المشرق العربي أين تلاحظ الحضور المسيحي أو اليهودي في المجال العام بارزا. لهذا الغياب أسبابه هو الآخر، ومن أبرز هذه الأسباب نجد الماضي الاستعماري لهذه المنطقة من العالم العربي، هذه التجربة التاريخية التي خلطت في أذهان الناس، خاصة من الجيل الذي عايش الاستعمار، بين المسيحية كدين والواقع الاستعماري المرير الذي حاول التلبس بلباس ديني لنيل المزيد من الشرعية المحلية والتعاطف المسيحي العالمي.

أيضا، من بين المواضيع التي تم طرحها أثناء اللقاء هو موضوع الجانب اللغوي والاصطلاحي وعلاقته بتغطية الشؤون ذات الصلة بأمور الدين. في هذا الموضوع، حاول المتدخل إظهار ضرورة الحذر في استعمال الكلمات والمفردات والتسميات عند كتابة التقرير الصحفي، مُبرزا حجم تأثير انتقاء هذه المفردات على موضوعية وحياد المقال وعدم اسهامه في المزيد من الانقسام بين الطوائف الدينية وإشعال فتيل الصراع بينها

حضور وانتباه أثناء مداخلة عن صحافة الدين في إفريقيا
حضور وانتباه أثناء مداخلة عن صحافة الدين في إفريقيا

من جهة أخرى، تم التطرق إلى طرق الوصول إلى المعلومة الدينية وكذا كيفية التعامل مع مصادر الخبر الديني في السياق الإفريقي المتميز بالتنوع الكبير في الديانات، سواء الديانات الكبرى أو الديانات التقليدية المحلية. ثم تأتي مسألة التعامل مع هذه المعلومة الدينية والتحقق منها وعدم صياغتها في تراكيب لغوية مثيرة ومُفضية لإثارة الفتنة والصراع.

كما أثار المتدخلون أيضا قضية الأقليات الدينية في المجتمعات الإفريقية وضرورة تخصيص تغطية صحفية عادلة لها، دون نسيان وجود أقليات أيضا داخل هذه الأقليات نفسها والتي قد تعاني نفس التهميش والاضطهاد.

شارك في اللقاء أيضا أساتذة وأكاديميون من معهد الدراسات الافريقي التابع لجامعة غانا، الذين انفسهم كانوا في لقاء أكاديمي عن دراسات الأديان في إفريقيا.

من أكثر المواضيع تميزا كان الحوار الذي جرى بين الصحفيين والأكاديميين حول العلاقة بين الجانبين ومدى إمكانية استفادة طرف من آخر، كما تم طرح السؤال الكلاسيكي المعروف: هل يرجع الصحفيون إلى الاطلاع على الأعمال الأكاديمية المتعلقة بعلوم الاعلام والاتصال؟

إجابة عن هذا السؤال، تم طرح مشكلة صعوبة قراءة الأعمال الأكاديمية التي عادة ما تكون مُوجهة إلى أكاديميين أكثر منها إلى صحفيين أو إلى أناس بعيدين عن المجال الأكاديمي، ولذلك تم الحديث عن ضرورة إصدار “طبعة صديقة” تناسب الصحفيين ولا تستهلك وقتهم الذي عادة ما يكون شديد الازدحام بمواعيد النشر والبث التي لا يستطيعون معها التفرغ لقراءة وفهم نصوص على درجة عالية من التعقيد.

وكان قد حضر المؤتمر حوالي 20 مشاركا من البلدان التالية: غانا ونيجيريا والكاميرون والسودان وليبيريا وإثيوبيا وتوغو وجنوب أفريقيا والجزائر والبرازيل والولايات المتحدة وإيطاليا.

وقد كانت الرابطة قد نظمت لقاءات مماثلة في كل من بريطانيا و الأرجنتين والبرازيل وأستراليا، وهذا كله بعد اللقاء التأسيسي الأول الذي تم تنظيمه في المدينة الإيطالية الجميلة “بلاجيو” سنة 2012 من طرف مجموعة من الصحفيين المهتمين بتغطية القضايا المتعلقة بالدين، ومنذ ذلك الحين وأعضاؤها في عمل دؤوب حتى تجاوز عدد أعضائها الستة مائة عضو من القارات الخمس ومن مختلف الخلفيات الدينية والعرقية والثقافية.

من إنجازات الرابطة أيضا موقع إلكتروني باللغتين العربية والانجليزية ونشرية إخبارية غير دورية نشرية إضافية تُعنى بفرص التكوين والتشغيل.

تعريف: العربي مقاري، صحفي مقيم بالجزائر، محرر موقع الرابطة الدولية لصحفيي الدين